رمسيس الثاني: فرعون القوة والإنجازات الخالدة
![]() | |
رمسيس الثاني فرعون القوة والإنجازات الخالدة |
كان لـدى الملـك رمسـيس الثانـي العديـد مـن الملـكات، وأنجـب حوالـي مئـة طفـل، بينمـا كانـت زوجته الرئيسـة هي الملكـة العظيمـة (نفرتـاري)، والتـي بنـى لهـا معبـدًا بالقـرب مـن معبـده (أبـي سـمبل) بالنوبـة. وتُعـد مقبرتهـا فـي وادي الملـكات هـي أجمـل مقبـرة بجبانـة طيبـة. ومـن المرجـح أن الملـك رمسـيس الثانـي قـد تـزوج أيضـا مـن ابنتـه (ميريـت آمون).
يعتبـر الملـك رمسـيس الثانـي مـن أعظـم محاربـي مصـر، فقـد سـجل أحـداث معركـة (قـادش) -التـي دارت فـي السـنة الخامسـة مـن حكمـه ضـد مملكـة (الحيثييـن)- علـى آثـار متعـددة. علـى الرغـم مـن أن النتيجـة الفعليـة للمعركـة كانـت تكافـؤ الكفتيـن، إلا أن الملـك كان فخـورا للغايـة بشـجاعته الشـخصية وبراعتـه العسـكرية، متفاخـرا بأنـه قـد أنقـذ مصـر بمفـرده مـن مصيـر الهزيمـة السـاحقة. وقـد اسـتمر فـي مناوشـات مـع (الحيثييـن) لسـنوات عديدة، لكنـه وقـع فـي النهايـة علـى معاهـدة سلام -الأولـى فـي التاريـخ- مـع ملكهـم، وتـزوج ابنتـه لإتمـام التحالـف الـذي أقامـه. وقـد تـم العثـور علـى مقبـرة السـفير الـذي سـلم معاهـدة السلام فـي سـقارة.
بنـى الملـك رمسـيس الثانـي معابـد فـي كل أنحـاء مصـر والنوبـة، ومـن أشـهر مشـاريعه الإنشـائية معبـد أبـي سـمبل والرامسـيوم – المكـرس لعبادتـه الجنائزيـة – وكذلـك إضافاتـه فـي معبـد الأقصـر، كمـا أسـس عاصمـة جديـدة وهـي (بـر رمسـيس) فـي الدلتـا. كمـا أقـام العديـد مـن التماثيـل الخاصـة بـه، واسـتولى علـى عـدد كبيـر آخـر مـن التماثيـل التـي كانـت تخـص ملـوكًا سـابقين
. تـم دفـن الملـك رمسـيس الثانـي فـي الأصـل فـي المقبـرة ,(KV7) ولكـن نقلـت جثتـه إلى خبيئة الديـر البحري؛ لحمايتها مـن النهـب. تـم إرسـال الموميـاء فـي أواخـر القرن العشـرين إلى متحف الإنسـان (Musée de l’Homme) بباريس؛ لدراسـتها وترميمهـا، حيـث كانـت تعانـي مـن حالـة سـيئة. ومـن المثير أنـه ضمـن وثيقة سـفره الرسـمية أدرجـت وظيفته أنـه (ملك متوفى).
نصّب رمسيس وهو في سن الرابعة عشر وليًا للعهد من قبل والده سيتي الأول. يعتقد بأنه جلس على العرش وهو في أواخر سنوات المراهقة وكما ويعرف بأنه حكم مصر في الفترة من 1279 ق.م إلى 1213 ق.م لفترة 67 عاما، وشهرين، وفقا لكلًا من مانيتون والسجلات التاريخية المعاصرة لمصر. وقيل عنه أنه قد عاش 99 عام، ولكن المُرجح أنه توفي في عمر 90 أو 91. فلو أصبح فرعون في 1279 ق.م كما يعتقد معظم علماء المصريات اليوم، لكان قد تولى العرش في عمر 31 1279 ق.م، استنادًا على تاريخ اِرتِقاءُه العَرش في موسم الحصاد الثالث يوم 27. احتفل رمسيس الثاني بأربعة عشر عيد “سِد” (يُحتفل به لأول مرة بعد ثلاثين عامًا من حكم الفرعون، ثم كل ثلاث سنوات) خلال فترة حكمه، وبذلك يفوق أي فرعون أخر. في وفاته، دفن في مقبرة في وادي الملوك؛ تم نقل جثته لاحقا إلى الخبيئة الملكية حيث تم اكتشافه عام 1881، والآن هي معروضه بالمتحف المصري.

تركزت الفترة الأولى من حكمه على بناء المدن والمعابد والمعالم الأثرية. أسس مدينة “بي رمسيس” في دلتا النيل كعاصمته الجديدة والقاعدة الرئيسية لحملاته إلى سوريا. وقد بنيت هذه المدينة على أنقاض مدينة أواريس عاصمة الهكسوس عندما تولى الحكم، وكانت موقع المعبد الرئيسي لمجموعة. وهو معروف أيضا باسم أوزايمنديس في المصادر اليونانية، ترجمت حرفيًا إلى اليونانية لجزء من اسم تتويج رمسيس، “حقيقة رع العظية، اختيار رع”.
عائلته
رمسيس الثاني هو ابن الفرعون سيتي الأول والملكة تويا، وكان يُلقّب بالحاكم الشريك لوالدِه. رافقَ والده أثناء حملاته العسكرية على النوبة وبلاد الشام وليبيا وهو في عمر الرابعة عشر. قبيل سن 22 كان يقود الحملات بنفسه إلى النوبة مع أبنائه. عين رمسيس في مشاريع ترميم موسعة وبناء قصر جديد في أواريس. بعد وفاة سيتي الأول عام 1290 ق.م، تولى رمسيس الحكم.
حكم رمسيس الثاني لما يقرب من 67 عام وتزوج كثيرًا من النساء، كما أنجب الكثيرين من محظيات وزوجات ثانوية. تزوج من بعض أميرات العائلة المالكة مثل نفرتاري وإست نفرت، كما تزوج من إبنة ملك خيتا وأطلق عليها الاسم المصري “ماعت نفرو رع”، كذلك يعرف أيضًا أنه تزوج ثلاث من بناته. تقلد أولاده الذكور المناصب المُهمة في الدولة، واهمهم إبنه، خعمواس الذي فكر والده في السنة الثلاثين من حكمه في جعله وليًا للعهد، لكنه توفي في العام 55 من حكم والده. مات أكثر أبنائه الأوائل في حياته، لهذا خلفه إبنه الثالث عشر مرنبتاح من زوجته إست نفرت على العرش، وكان قد اختاره والده وليًا للعهد بعد وفاة خمواس. تبل
عهده
تولى رمسيس الحكم بعد وفاة والده سيتي الأول بعد أن كان أختاره وليًا للعهد واشركه معه في إدارة الدولة. لا يعرف عمر رمسيس عندما مات والده، لكن يرجح أن يكون عمره أقل من 25 عام، إذ كان أبًا لطفلين ذهبا معه إلى بلاد النوبة كما لوحظ منقوشًا على جدران معبد بيت الوالي. لم يبدأ رمسيس عهده بنقض معاهدة الصداقة التي عقدها والده مع الحيثيين، بل وجه أهتمامه إلى توطيد حكمه فأمر بإنهاء كافة الأعمال غير المُنجزة والتي قد بدئها والده كمعبد أبيدوس. فكر بعد ذلك في استغلال مناجم الصحراء متبعًا في ذلك سياسة والده. في حوالي السنة الرابعة من عهده، ذهب بحملة إلى أطراف آسيا لتوطيد النفوذ المصري والإطمئنان على الموانئ والمواصلات. عاد بعد ذلك خلال عامه الخامس في الحكم إلى هناك معبأً جيوشه للصدام بالحيثيين وكان ذلك في معركة قادش. وذكر أن خلال عهد رمسيس الثاني، بلغ عدد أفراد الجيش المصري حوالي 100,000 رجل؛ فكانت قوة هائلة استخدمها لتعزيز النفوذ المصري.الحملات والمعارك
قاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالاً إلى بلاد الشام، وفي معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه (1274 ق.م.)، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالاشتراك مع قوات مُواتالّيس ملك الحيثيين استمرت لمدة خمسة عشر عاما ولكن لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر. وبالتالي ففي العام الحادي والعشرين من حكمه (1258 ق.م.)، أبرم رمسيس الثاني معاهدة مع حاتّوسيليس الثالث، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ.وقاد رمسيس الثاني أيضاً عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة، وقد أنشأ رمسيس مدينة (بر رعميسو) في شرق الدلتا ومنها أدار معاركه مع الحيثيين وقد إدعى البعض أنه قد إتخذها عاصمة جديدة للبلاد وهذا بالطبع غير صحيح فلقد كانت عاصمة البلاد في مكانها في طيبة وأعظم ما ترك من معابد وآثار تركها هناك. وقد كان رمسيس الثاني متميز في فنون القتال والحروب وكان ذكى يفكر وياتى بالحل في نفس الحظة وقد كان ماهرا أيضا في ركوب الخيل والقتال بالسيوف والمبارزة ورمى السهام وقد كان أيضا طيبا ذا روح اخلاقية ومحب لشعبه.
المعركة مع الشردان
![]() | |||
|
آثاره
أقصى حدود الإمبراطورية المصرية خلال حكم رمسيس الثاني .قام رمسيس خلال مدة حكمه ببناء عدد كبير من المبانى يفوق أي ملك مصري أخر، فقد بدأ بإتمام المعبد الذي بدأه والده في أبيدوس ثم بنى معبد صغير خاص به بجوار معبد والده ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا اطلال، وفى الكرنك أتم بناء المعبد الذي قد بدأه جده رمسيس الأول، وأقام في طيبة الرامسيوم (أطلق علماء القرن التاسع عشر على هذا المعبد الجنائزى اسم الرامسيوم نسبة إلى رمسيس الثاني) وهو معبد جنائزى ضخم بناه رمسيس لآمون ولنفسه، وتوجد له رأس ضخم أخذت من هذا المعبد ونقلت إلى المتحف البريطانى.
![]() | ||
أقصى حدود الإمبراطورية المصرية خلال حكم رمسيس الثاني . |
وأقام رمسيس أيضا التحفة الرائعة معبدى أبو سمبل المعبد الكبير له المنحوت في الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالسٌ، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 مترا، والمعبد الصغير المنحوت أيضا في الصخر لزوجته نفرتاري وكان مكرسا لعبادة الإلهة حتحور إلهه الحب والتي تصور برأس بقرة، وتوجد في واجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منهم لرمسيس الثاني و2 للملكة نفرتارى ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 متر.
ووجود كل هذه الآثار له في الجنوب يدحض إدعاء البعض أن عاصمة الحكم في عهده كانت في الدلتا في مدينة (بر رعميس) لأن كل ما خلفه من آثار ومعابد عظيمة كانت في جنوب مصر حيث العاصمة كما هي طيبة.
كانت آثار النوبة مهددة بالغرق تحت مياة بحيرة ناصر، ولكن تم إنقاذها بمساعدة اليونيسكو، وكانت عملية إنقاذ معبد أبو سمبل هي الأكبر والأكثر تعقيداً من نوعها، حيث تم نقل المعبدين الكبير والصغير إلى موقعهما الحالى، الذي يرتفع عن الموقع القديم بأربعة وستين متراً، ويبعد عنه بمسافة مائة وثمانين متراً
وأقام رمسيس الثاني العديد من المسلات منها مسلة ما زالت قائمة بمعبد الأقصر، ومسلة أخرى موجودة حاليا في فرنسا بميدان الكونكورد بباريس قام بنقلها مهندس فرنسي يدعى ليباس. كما قام رمسيس بأول معاهدة سلام فى العالم مع خاتوسيلى الثانى ملك الحيثيين
وفاته
دفن الملك رمسيس الثاني في وادي الملوك، في المقبرة kv7، إلا أن مومياؤه نُقلت إلى خبيئة المومياوات في الدير البحري، حيث اكتُشفت عام 1881م بواسطة جاستون ماسبيرو ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة بعد خمس سنوات، كان رمسيس يبلغ ارتفاع قامته 170 سم، والفحوص الطبية على موميائه تظهر آثار شعر أحمر أو مخضب، ويعتقد أنه عانى من روماتيزم حاد في المفاصل في سنين عمره الأخيرة، وكذلك عانى من أمراض في اللثة.

أشكالية رمسيس الثاني والنبي موسى
نظرا لاعتماد علماء الغرب على ما لديهم من أسفار العهد القديم ومع تتبع الأزمنة الواردة به فقد ظن الكثيرون من المستشرقين وعلماء الغرب ان رمسيس الثاني هو نفسه فرعون موسى الذي عاصر وجود بني إسرائيل في مصر ومن أصحاب هذه النظرية : أولبرايت – إيسفلت – روكسي – أونجر – الأب ديڤو ولمن يرون ذلك عدة آراء يحاولون بها اثبات هذه الفرضية، فذهب البعض إلى القول انه إذا كان رمسيس الثاني قد اعتلى العرش عام 1279 ق.م فإن ذلك كان يوم 31 مايو 1279 ق.م وبناءً على التاريخ المصري لاعتلائه العرش الشهر الثالث من فصل شمو يوم 27، ولكن ينقض نظرية الأعتماد على التورايخ، وربما يكون أول من نادى بهذه النظرية يوسيبيوس القيصاري الذي عاش في الفترة من 275 حتى 339 ميلادية.
كما شكك معظم علماء المصريات في فرضية ان يكون رمسيس الثاني هو فرعون موسى نتيجة بحث تاريخي مفصل ولأن فحص مومياؤه أثبتت انه لم يمت غرقا على عكس ما حاول أتباع هذه النظرية من الترويج لها بإدعاء وجود آثار ماء في رئتيه. أما الطبيب الفرنسي موريس بوكاي فقد ذكر في كتابه (الإنجيل والقرآن والعلم الحديث) انه يظن ان مرنبتاح ابن رمسيس الثاني هو الأقرب لأن يكون هو فرعون موسى، وكان اعتماده في ذلك ان التوراة والإنجيل تؤكد وجود فرعونين عاصرا فترة النبى موسى أحدهما قام بتربيته والآخر هو من عرف بفرعون الخروج الذي طارد موسى وبنى إسرائيل وأغرقة الله في خليج السويس.
رد الدكتور مصطفى محمود رحمه الله ..عن من يقول إن فرعون موسى هو من المصريين القدماء
وكذلك لم يعثر على أي أثر ينتمى إلى فترة حكم رمسيس الثاني ذكر فيه أى شيء عن بنى إسرائيل أو أثر يشير إلى النوازل التي عاقب الله بها حاكم مصر وشعبه حتى يدفعه لقبول طلب نبى الله موسى بتحريرهم وخروجهم من أرض مصر.
وكما ذكرنا فإن أول ذكر لبنى إسرائيل في الآثار المصرية القديمة كان في عهد الملك مرنبتاح ابن رمسيس الثاني وخليفته في الحكم على اللوحة التي تم اكتشافها وتعرف باسم لوحة إسرائيل أو إنشودة النصر وفيها يسجل مرنبتاح انتصاراته على أرض كنعان وقبائل إسرائيل مما ينفى نفيا قاطعا أى إمكانية لكون رمسيس الثاني هو فرعون التسخير وان مرنبتاح هو فرعون الخروج.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراجع
رمسيس الثاني (أوسر ماعت رع ستب إن رع)ابن سيتي الأول وتويا عصر الدولة الحديثة، الأسرة التاسعة عشرة
تعليق واحد
نبذة عن الملك:
- رمسيس الثاني، المعروف أيضًا برمسيس الأكبر، هو فرعون الأسرة التاسعة عشر (1279-1213 ق.م) ويعتبر من أعظم الحكام في تاريخ مصر القديمة.
- تولى الحكم في عمر يتراوح بين 25 و30 عامًا، وحكم لمدة 67 عامًا، مما يجعله من أطول الفترات في الحكم.
**العائلة:**
- ابن الفرعون سيتي الأول والملكة تويا.
- تزوج عدة مرات، أشهرها من الملكة نفرتاري، وأنجب حوالي مئة طفل.
الإنجازات العسكرية:
- قاد حملات عسكرية ضد الحيثيين، وأشهرها معركة قادش.
- أبرم أول معاهدة سلام في التاريخ مع ملك الحيثيين، حاتوسيليس الثالث، بعد سنوات من النزاع.
**المشاريع الإنشائية:**
- بنى معابد ضخمة مثل معبد أبو سمبل والرامسيوم، وأسس مدينة "بي رمسيس" كعاصمة جديدة.
- يعتبر أكثر الفراعنة بناءً للمعابد والآثار في جميع أنحاء مصر.
**المقابر والمومياء:**
- توفي في وادي الملوك وتم نقل جثته لاحقًا إلى خبيئة الدير البحري لحمايتها.
- عُثر على موميائه في عام 1881، وتظهر عليها آثار روماتيزم في المفاصل.
نظرية رمسيس الثاني والنبي موسى:
- هناك جدل حول كونه هو فرعون موسى، لكن معظم علماء المصريات يدحضون هذه النظرية بسبب عدم وجود أدلة تاريخية تدعمها.
- يُعتقد أن مرنبتاح، ابن رمسيس الثاني، هو الأقرب ليكون فرعون الخروج.
نقاط رئيسية:
- حكم طويل:67 عامًا من الحكم.
- إنجازات عسكرية: معركة قادش وأول معاهدة سلام.
- مشاريع إنشائية: معابد ضخمة ومدن جديدة.
- قضية فرعون موسى:
تعتبر فترة رمسيس الثاني واحدة من أزهى عصور الإمبراطورية المصرية، حيث تميزت بالقوة العسكرية والإنجازات المعمارية العظيمة.